وما زال الإسلاميون إلى اليوم يمشون على هذه الخطوة,وهي التظاهر بالمسكنة وبالدروشة لحين تكبر عصبتهم ويشتدُ أمرهم عندها لا ينطقون إلا بمنطق القوة ولا يعترفون بغير دينهم ومذهبهم,وهكذا نشأة حقيقة الإسلام,وهو أن الدين الإسلامي كان في بدايته يدعو إلى الرحمة والتسامح مع الآخرين حين كان المسلمون قِلة من الناس ولكن بعد أن اشتد عودهم سحقوا كل من يدعوا للتسامح مع الآخرين.
الله في الدين الإسلامي يطلب من البشر والناس العاديين أن يدافعوا عنه وأن يذودوا عن محارمه,والله في الدين الإسلامي أو إبان الدين الإسلامي وظهوره كان ضعيفا جدا وغير قادر على حماية من يدخل في الدين الإسلامي لذلك كان الدين الإسلامي في البداية دينا ليبراليا ديموغراطيا يدعو إلى الحرية في الاعتقاد,ولكن بعد أن كثر أتباع محمد صار الله يأمر بقتل كل من لا يريد الدخول في الدين الإسلامي وصار أيضا يقتل كل من يفكر بترك الدين الإسلامي,على حسب ما جاء في القرآن وبالذات في السنوات الأولى من الدعوة فإنه من غير اللائق دينيا وشرعيا وعقائديا أن يُلاحَق المسلم المرتد عن دينه بتهمة الهرطقة أو التحول من ديانة إلى ديانة أخرى ,وخير دليل على ذلك هو الآيات القرآنية الكثيرة التي تدعو إلى حرية الدين والمعتقد واحترام مذاهب وأديان الآخرين,والدين الإسلامي في ذلك مثله مثل أي حزب سياسي يكون في بدايته ضعيفا يدعوا إلى حرية التعبير وإلى احترام عقائد غيره من المعتقدات,ولكن بعد أن يكبر تدريجيا نجده يكشر عن أنيابه ويعلن نفسه دكتاتورا طاغية لا يسمح للرأي الآخر بالظهور.
"لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ(256). البقرة.
"وَقُلْ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ"الكهف29.
فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ(21)لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ(22)إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ(23)فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ(24)إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ(25)ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ(26). الغاشية.
طبعا وكل الآيات كثيرة التي تنص على حرية الإيمان أو الكفر أو الردة,وكلها لها نتيجة واحدة وهي:أن الله وحده هو من يتولى موضوع المرتد أو الكافر وليس البشر,فلا يجوز للدولة أن تضع حدا للمرتد أو أن تعاقبه بتهمة تغيير مذهبه أو دينه أو عقيدته,وليس لأحد سلطة على من يؤمن أو يكفر وذلك بنص السورة التي تقول: (قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3) وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6).طبعا مع اختلاف المفسرين لهذه السورة التي يقال بأنها نزلت في حادثة كذا وكذا فإن كل التوقعات تشير إلى أن الدين الإسلامي كان في بدايته في مكة يكفل للمتدين حرية التدين والتعبير عن رأيه,والسبب في ذلك أن محمدا كان رجلا فقير الحال مُستضعفا في قومه لا يملك جاها كبيرا ولا سُلطانا كبيرا بل كان على العكس ضعيفا جدا وكل الناس تستضعفه وكل الناس يستقوون عليه من كل النواح ومن كل الاتجاهات ولم يكن قادرا على حماية من يدخل في دينه لذلك كان في البداية صاحب دعوة سرية جدا ولم يكن أحد يجرؤ على القول بأنه مسلم,وحين كُشف أمره وصارت الدعوة جهارا وصار يطالب أصحاب السلطات بالتنازل عن بعض سلطاتهم,وقفوا له موقفا موحدا واعتقلوا كل أصحابه الضعفاء من الناس وعذبوهم لذلك صار محمد(ص) يدعو إلى حرية القول وحرية المعتقد وحرية الانتقال من الوثنية إلى الاسلام وبالعكس من الإسلام إلى الوثنية ولم يكن هنالك قانون حساب يحاسب المرتد إلا مؤخرا بعد أن توسعت رقعة الدولة الإسلامية.,أي أن الإسلام أيضا كان في بدايته دينا ديمقراطيا يكفل لكل الناس الحرية في الاعتقاد ويدعو قريش وكافة الوثنيين إلى الالتزام التام بحرية الدين والاعتقاد وبحرية التعبير عن الرأي والرأي الآخر وبحرية النقاش وعدم ملاحقة الذين يتركون دين الآباء والأجداد لكي ينضموا إلى دين آخر.
طبعا هذا ما كان حاصلا بالفعل مع محمد وأصحابه ولكن حدث أمر آخر بعد ذلك وهو أن محمدا شعر بعدها بأن دينه صار يكبر وصار قويا وصارت الناس تدخل فيه أفواجا وفرادى لذلك شعر بأن له سُلطة روحية قوية كانت قد خلطها بعد ذلك بالسلطة الزمانية وخلط الحابل بالنابل وصار يتوعد الذي يترك الدين الإسلامي إلى دين آخر, هذه فعلا هي حقيقة الدين الإسلامي الذي تمشي عليه الناس اليوم وهو أن الدين الإسلامي بعد أن شعر بقوته أصبح دينا دكتاتوريا يحاسب بالقتل وبالذبح كل من يتعدى أو يحاول أن يخرج من الدين الإسلامي إلى دين آخر.
إن المسألة سهلة جدا ولا تحتاج لأن نذهب جميعنا إلى قاضي ليحكم بيننا وببساطة أو كما يقال,على البلاطه وبصراحة: كان محمدٌ ضعيفا هو وأتباعه وكانت قريش تعذب كل من يتبعه لذلك كان محمد وهو في مكة يدعو إلى احترام الرأي والرأي الآخر وكان ينادي بحرية الانتقال من دينٍ إلى دينٍ آخر ومن مذهب إلى مذهب,وكل هذا من أجل جلب أكبر عددٍ ممكن من الأتباع للدين الإسلامي وكان يقول من أراد أن يدخل في ديني فأهلا وسهلا به ومن أراد أن يخرج منه فأيضا مع ألف سلامه,لأن الله وحده هو من يحاسب المرتد وليس أنا,طبعا هكذا كان منطق محمد,ولكن ما الذي أدى بمحمد إلى تغيير رأيه؟الجواب يكمن في المدينة المنورة وفي فتح مكة,إذ أن محمد كبرت جماعته وأعوانه وصاروا بالآلاف لذلك لم يسمح بحرية الدين والاعتقاد وصار يهدد كل من يخرج من الدين الإسلامي إلى أي دين آخر,واتهم النصرانية بالتزوير هي واليهودية,وأيضا فرض الدين الإسلامي فرضا عنيفا ليس على المسلمين وحسب,بل على كل القبائل المنتشرة في الحجاز ونجد وتهامة.
الغرور دخل قلب المسلمين وأحسوا بقوتهم وغلبتهم على الناس لذلك حاصروا وطاردوا وقتلوا كل من ارتد وكل من يرفض الدخول في الدين الإسلامي.
فحين كان الإسلام ضعيفا ومحمدٌ ضعيفا وصحابته ضعفاء أغلبهم من العبيد والحرافيش والمساكين والدراويش الذين لا يملكون أي نوعٍ من أنواع القوة,كان محمد في نفس الوقت يعرف هذا ويعرف أنه مستضعف في الأرض لذلك كان ينادي بحرية التدين والاعتقاد وعدم محاربة كل من يغير ويبدل في دين الآباء والأجداد,والغريب أن الله نفسه كان ضعيفا ولم يكن قويا بما فيه الكفاية من أجل أن يحمي عبادة,كان الله غير قادر على حماية الضعفاء,وعندما تغيرت الأمور وبدأ الناس يدخلون في دين الله أفواجا وصار عدد المسلمين كثيرٌ جدا عندها فقط شعر محمد بقوته وصار يهدد بالذي يريد الخروج من الدين الإسلامي بالقتل بأمر من الله,ذلك أن الله بعد أن كثر أتباع محمد صار إله الإسلام نفسه قويا بما فيه الكفاية لحماية الدين الجديد,وأستغرب جدا كيف الله يطلب من البشر الضعفاء أن يحموا دينه وعقيدته,فلماذا لا يحافظ الله على دينه بدون حرب أو قتال بينه وبين أعداءه؟.