ولنتأمل كيف إلتقى الرسول بجبريل ومن أكد له أنه جبريل الملاك الآتى من عند الله والقصة تقول أن محمد صلعم كان يتعبد أو يتحنس فى غار حراق ، ويقال أيضا مغارة فى جبل حيراء على الطريقة الجاهلية !!! وكعادتهم وهو شهر تعبد وخلوة ، والمتعبدون معه كثيرون ، فظهر له مخلوق وكان محمد يخشى أن يكون هذا الذى يظهر له فى الغار من الجان ولم يرجح أن يكون ملاكا امينا من عند الله وكان يدخله الخوف والرعب ورجفان الجسم وتغيير اللون فقال لخديجة : إنى خشيت على نفسى من الجان ، ولكــن خديجة طمأنته وقالت له : أنك ليس ممن يطولهم أذى الشيطان . هذا ما جاء فى كتاب د . البوطى المشهور " فقه السيرة " وجاء أيضا فى كتاب السيرة الحلبية لبرهان الدين الحلبى وهو من أهم الكتب والمصادر الإسلامية المعتمدة ، قال " أن محمد كان يخشى أن الذى يناديه يكون تابعا من الجن ، لذلك قالت له خديجة ، زوجتــه والأم الحنون ، لا يكون للشيطان عليك سبيل " ونفس الكلمات تماما نجدها أيضا فى صحيح مسلم بشرح النووى جزء رقم 1 وجاء فى سيرة إبن هشام " السيرة النبوية " وهــو أقـدم وأصح كتب السيرة ، فى المجلد الأول ، تحت عنوان " إمتحان خديجة وبرهان الوصى " ما يلى : قالت خديجة لمحمد أتستطيع أن تخبرنى بصحبك هذا الذى يأتيك متى جاءك ؟ فقال لها نعم ، فلــما جــاء أخبرها ، فقالت له قم أجــلس على فخأذى اليسرى ، ففعل فقالت له هل تــراه الآن ؟ قال نعم ، فقالت له تحول واجلس على فخذى اليمنى ففعــل فقالــت له هــل ما ذلت تراه ؟ قال نعم ، فتحسرت وألقت خمارها ورسول الله جالس فى حجرها !!! فقالــت له هل مازلت تراه يا محمد ؟ فقال لها لا ، فقالت له أثبت وأبشر فوالله أنه ملاك وليس بشيطان لأنه خجل من المنظر ولو كان شيطانا لم يكن قد خجل . ونفس القصة تماما مذكورة لكــل المؤرخين المسلمين الكبار أذكر منها : 1 – أبن كثير فى " البداية والنهاية " 2 – إبن الأثير فى " الكامل فى التاريخ " 3 – الروض الأنف " وهو من أشهر كتب السيرة لبن هشام والسهيلى 4 – الأصابة فى تميز الصحابة " إبن حجر العسقلانى . ومن المراجع الحديثة " حياة محمد " للدكتور هيكل وكتاب فقه سيرة نساء لنبى " سعيد عاشور ، مما لا يعطى مجال للشك فى واقعة " إمتحان خديجة وبرهان الوحى " من القصة الساذجة الســابقة يفهـم الآتى : أولا : كان محمد يقضى شهرا فى مغارة للتعبد ، كعادة أهل قريش ، على طريقة من كان يتعبد ؟ رهبان النصارى أم عباد الأصنام ؟ ثانيا من هى خديجة حتى تقوم بهذا الدور وتثبت لمحمد ان هذا المخلوق الــروحى هــو ملاك وليس شيطان ؟ اليست هذه هى الخديعة الكبرى بعينيها .
خديجة أم المؤمنين ، أو بمعنى أصــح أم المسلمين ، أولى زوجات الرسول أثبتت للرسول أن من يأتيه ملاك وليس شيطان وهو جبريل ، ولكن من هو جبريل الذى كان يأتى محمد وثارت حوله الشكوك ؟ حتى أن محمد نفسه الذى قال عنه أنه كاهن وما يرى إلا شيطانا أو تابعا من الجن ، وهذا ما دفع بخديجة أن تتعرى أمام جبريل هذا لكى تعرف إذا كان جبريل هذا واحد من الجن أو ملك من الملائكة ، كما سبق وأوضحت ، نعم لقد لعب جبريل أدوار رئيسية فى حياة محمد وسهل له كثيرا طرق الإستحواذ على النساء وأوجد له الحل والمخرج لكل موقف أو مشكلة ، نعم لقد استخدم محمد جبريل إلى حد الإنهاك . والمتأمل فى القرآن يجد مكانة الشياطين والجن ، فمثلا نجد سورة كاملة بإسمهم فى القرآن هى سورة الجن ، كما أن سورة الأحقاف هى من كلام الجن أيضا ، كما نرى أن الجن كان له سلطان على محمد وهذا ما يؤكده القرآن نفسه فى حديث الغرانيق أو قصة الغرانيق التى كتب عنها سلمان رشدى فى كتابه آيات شيطانية وقامت الدنيا ولم تقعد والقصة بإختصار أن محمد قرأ على كفار قريش سورة النجم ( والنجم إذا هوى ) فلما بلغ ( أفرأيتم اللات والعزى ومنه الثالثة الأخرى ) سها فقال ( ان شفاعتهم ترتجى ) فلقبه المشركون والذين فى قلوبهم مرض فسلموا عليه وفرحوا ، فقال محمد ( أن ذلك من الشيطان ) فأنزل الله تعالى ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبى إلا إذا تمنى القى الشيطان فى امنيته فنسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته والله عليم حكيم ) سورة الحج رقم 22 والآية رقم 52 . هذا ما جاء فى تفسير القرطبى الجامع لأحكام القرآن والجزء رقم 6 والصفحة رقم 4612 . وقال النحاس وكذا قتاده وزاد فيه ( وأنهن الغرانيق العلى ) وذكر الراقدى عن كثير بن زيد عن المطلب بن عبــد الله قال : ( سجد المشركون كلهم إلا الوليد بن المغيرة فإنه أخذ ترابا من الأرض فرفعه إلى جبهته وسجد عليه ) لأنه كان شيخا كبيرا ، حتى نزل جبريل عليه السلام فقرأ على النبى فقال ( ما جئتك به ) وأنزل الله ( لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ) سورة الأسراء رقم 17 والآية رقم 74 ( ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا ) بمعنى أن الشيطان تدخل فى الوحى وألقى على لسان محمد آيات شيطانية ولمن يريد التأكد من صحة حديث الغرانيق أو قصة الغرانيق عليه بالرجوع إلى المراجع التالية : 1 – أسباب النزول للسيوطى ، باب أسباب نزول الآية رقم 52 من سورة الحج رقم 22 – 2 تفسير القرطبى الجامع لأحكام القرآن والجزء رقم 6 فى تفسير سورة الحج رقم 22 والآية رقم 52 الصفحة رقم 4612 – 3 – كتاب الطبقات الكبرى لأبن سعد ، فى أسباب عودة المهاجرين الأوائل للحبشة ) 4 – كتاب السيرة النبويــة لأبن اسحاق ، وتأكيد أن مقولة ( واللات والعزى ومناه الثالثة الأخرى تلك الغرانيق العلى وأن شفاعتهن لترتجى ) من أقوال الجاهلية !!!!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق