بماذا يؤمن المسيحيون؟ سبعة نقاط عن الله:
1. نحن نؤمن بإله واحد وحيد. كما هو مكتوب سفر التثنية إصحاح 6 عدد 4: “اسمع يا إسرائيل. الرب إلهنا رب واحد”.
2- الرب خالق كل شيء في هذا الكون الفسيح. كلُُ خُلق بكلمته التي تكلم بها إلى الوجود. كما هو مكتوب: “و قال الله ليكن فكان” (تكوين 1: 3). فكلمته نافذة و قوية.
3- كيف نستطيع – نحن البشر المخلوقين – معرفة أي شيء عن الله؟! كيف نقدر – نحن البشر الضعفاء – على معرفة أي شيء عن فكر الله؟! بإمكاننا هذا – لكن يتطلب ذلك اختيار الرب أن يكشف لنا شيء عن ذاته. إنه إله الإعلان. كما هو مكتوب: “السرائر للرب إلهنا و المعلنات لنا و لبنينا إلى الأبد لنعمل بجميع كلمات هذه الشريعة” (تثنية 29: 29).
4- كيف أعلن لنا الرب عن ذاته؟ الله قدوس، طاهر، بلا شر. بلا خطية أو فكر خاطئ أو شرير. كما هو مكتوب: “عيناك اطهر من أن تنظرا الشر و لا تستطيع النظر إلى الجور” (حبقوق 1: 13)
5- الله عادل. و هذا يعني أننا سنعاقب على كل معاصينا. و هذا أحيانا يربك بعضنا، و لكن العدل شيء و الرحمة شيء آخر. العدل يعنى أننا لو ملنا عن وصاياه، فسندفع عقاب خطايانا. الله لا يفعل شيء يخالف طبيعته المقدسة. بل يعاقب كل المعاصي. الله لا يضع حسناتنا في كفة ميزان، و سيئاتنا في الكفة الأخرى و يرى أيهما أثقل. فعلى سبيل المثال: لو قتلت أخيك، هل سيكون القاضي عادلاً لو قال: “لا بأس، يمكننا إطلاق صراحه، فحياته مليئة بالأعمال الحسنة”. الله لا يغفل عن الشر، بل لا يتهاون به.
و لكن هل يغفل الله عن طبيعة الإنسان الترابية؟ كلنا معرضون للخطأ؟ و انه لا يوجد احد كامل ولا واحد؟ نعم، الله يعلم ذلك. و لكن هل هذا يعنى انه لا يولي أخطاءنا اهتماما؟ كلا، فالله قدوس و عادل. لو تفهمنا ذلك جيداً، لأدركنا أننا في موقف سيئ للغاية. لنكن أمناء مع أنفسنا، فمن منا لم يتملكه فكر أناني؟ من منا لم يكذب؟ من منا يفوق صفاء نيته طهارة الله؟ و لو كان في مقدورنا أن نعيش بلا خطية من الآن، فماذا عن الماضي؟ هل يفقد الله ذاكرته؟ هل الحسنات تمحو السيئات؟ كلا. كل منا يستوجب دينونة الله و جهنم. فمجرد صلاتنا: “أنا آسف يا الهي. لن اكرر خطأي ثانيةً” لا تكفي. على سبيل المثال: لو كسرت الإشارة الحمراء و أوقفني رجل المرور، فهل يصح القول: “لن اكرر ذلك ثانية و ما حييت لن اكسر إشارة حمراء؟”. لو لم يصلح هذا العذر مع ضابط المرور، فكيف يصلح مع إله عادل و قدوس؟!. فكما هو مكتوب: “لأن أجرة الخطية هي موت” (رومية 6: 23) و هذه ليست نهاية القصة لكل مؤمن مسيحي.
6- الله قدير. بمقدوره عمل أي شيء يريده. فكما هو مكتوب: “آه أيها السيد الرب ها إنك قد صنعت السموات و الأرض بقوتك العظيمة و بذراعك الممدودة. لا يعسر عليك شيء” (إرميا 32: 17). لا يوجد حدود لقدرته و لا يصعب عليه أمر. الله وحيد الجنس – أعماله لا تنافى بعضها البعض. لا ينافى عدالته أو قداسته. لا يغير شريعته. فلو سألتك مثلاً: “كيف تعرف شخصية احد ما؟” ربما يمكنك هذا من مظهره. لكن لا تقدر أن تعرف فيما يفكرون، أو ماذا يبطنون في قلوبهم. فيتطلب ذلك أن نسمع “كلامه”. فمن حديث الأشخاص، تقدر أن تعرف فيما يفكرون و ما يبطنون في قلوبهم. فلو أردت مثلاً أن أكلمك عن أمنياتي، فهناك طرق جمة لأفعل هذا. فربما أرسل لك خطاباً اكتب فيه أفكاري، فتقرأه أنت، و لكن يجوز أن يكون لك بعض الأسئلة لتفهم شيء ما. فالأفضل من الخطاب أن أرسله لك عن طريق احد أصدقائي، شخصاً يعرفني جيداً. و صديقي هذا باستطاعته أن يشرح لك كل ما اعنيه في خطابي. و لكن الأفضل و الأفضل أن أحادثك بنفسي تليفونياً، و لكن الأفضل على الإطلاق أن آتي إليك بنفسي و تراني و أراك وجهاً لوجه. كلمة الله خلقت في الكون وجوداً. فكلمته قوية و يصعب علينا إدراكها. الله أراد أن نعرفه. فأعطانا كلمته المكتوبة في وصاياه. و أرسل لنا رسلاً ليوضحوا لنا شريعته. فكما هو مكتوب: “الله بعد ما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع و طرق كثيرة” (العبرانيين 1: 1). لا يصعب على قدرة الله شيء. و لا يستحيل عليه أمر. فلو أراد الله، لأرسل لنا كلمته لنراها و ترانا، و أن تكون كلمته إنساناً.
7- الله محبة. الله يحبنا و يريدنا أن نعرفه. فلذا، صارت كلمته إنسانا. كما هو مكتوب: “في البدء كان الكلمة و الكلمة كان عند الله و كان الكلمة الله و الكلمة صار جسداً و حل بيننا و رأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءا نعمة و حقاً” (يوحنا 1: 1-14). يسوع هو كلمة الله. كلمة الله الطاهرة المقدسة.
أتذكر ماذا حدث مع إبراهيم و ابنه اسحق؟ (تكوين 22: 1-14). فأراد إبراهيم أن يذبح للرب. فاخذ إبراهيم ابنه كخروف المحرقة. و في الطريق سأله ابنه “فقال هو ذا النار و الحطب و لكن أين الخروف للمحرقة.” فأجاب إبراهيم “الله يرى له الخروف للمحرقة يا ابني.” فوضع إبراهيم ابنه على المذبح و مد يده و اخذ السكين ليذبح ابنه فناداه الرب “و قال إبراهيم. فقال هأناذا. فقال لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئاً فرفع إبراهيم عينه و نظر و إذا كبش وراءه ممسكاً في الغابة بقرنيه فذهب إبراهيم و اخذ الكبش و اصعده محرقة عوضاً عن ابنه”. الكتاب المقدس يطلق على المسيح حمل الله. عندما قال يوحنا البشير: “و في الغد نظر يوحنا يسوع مقبلاً إليه فقال هو ذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم.” (يوحنا 1: 29). الله خلصنا و نجانا. و كلمة الله أخذت مكاننا و عوقبت بما نستحقه. و لكنه لم يمت، بل قام منتصراً و أبطل عز الموت. كيف يمكننا معرفة الله. كيف نعرف الله؟ هذا ليس باليسير، فذلك يتطلب الإتضاع. الإتضاع حتى ندرك أننا من تراب، و قلوبنا ليست صافية، و أعمالنا تستوجب جهنم. الإتضاع حتى نقبل ما فعله الله: لقد نظفنا، طهرنا، و أعطانا روحه لنحيا حياة الطاعة. معرفة الله ستمنحنا الحرية و البهجة. الله الواحد الوحيد، الخالق، الذي اظهر لنا ذاته، القدوس، العادل، القادر، المحب. لا يدعونا عبيداً بل أبناؤه. فيقول الرب يسوع المسيح: “لا أعود اسميكم عبيداً لان العبد لا يعلم ما يعمل سيده. لكنى قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي” (يوحنا 15: 15). و كما هو مكتوب: “و أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه” (يوحنا 1: 12).
هل لزم موت المسيح لغفران الخطية؟
الحقيقة
|
الدليل
|
خلق الله الكون بكلمته
|
و قال الله ليكن نور فكان نور (تكوين 1: 3)
|
خلق الله الإنسان بكلمته
|
و قال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا. فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التي تدب على الأرض. فخلق الله الإنسان على صورته. على صورة الله خلقه. ذكراً و أنثى خلقهم.
|
الله صالح
|
احمدوا الرب لأنه صالح لأن إلى الأبد رحمته (مزمور 107: 1)
|
الإقرار
|
الدليل
|
معصية آدم و حواء
|
“و أوصى الرب الإله آدم قائلاً من جميع شجر الجنة تأكل أكلاً. و أما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها. لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت.”
“و كانت الحية أحيل جميع حيوانات البرية التي عملها الرب الإله. فقالت للمرأة أحقاً قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنة.”
“فقالت الحية للمرأة لن تموتا. بل الله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله عارفين الخير والشر. فرأت المرأة أن الشجرة جيدة للأكل وأنها بهجة للعيون وان الشجرة شهية للنظر. فأخذت من ثمرها وأكلت وأعطت رجلها أيضا معها فأكل. فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان. فخاطا أوراق تين و صنعا لأنفسهما مآزر”
(تكوين 2: 16، 3: 1، 3: 4-7)
|
الإنسان بطبيعته خاطئ
|
“وسمعا صوت الرب الإله ماشياً في الجنة عند هبوب ريح النهار. فاختبأ آدم و امرأته من وجه الرب الإله في وسط شجر الجنة” (تكوين 3: 8)
|
ما لم تتوقعه
|
ما يمكنك توقعه
|
الله اختفى
|
يعرف الناس من هو الله
|
لا يتفق الناس على كينونة الله، أو ربما وجود الله ذاته
|
يعيش الناس تحت حكم الله
|
يحارب الله حروباً وحشية ضد الطمع والايدولوجيا
|
يعيش الناس في سلام
|
سيقضى أناس كثيرون أبديتهم في الجحيم، حيث العقاب والألم
|
لا احد سيعانى نار عقاب نار جهنم المرعب
|
لعن الله الإنسان
|
“وقال لآدم لأنك سمعت لقول امرأتك وأكلت من الشجرة التي أوصيتك قائلا لا تأكل منها ملعونة الأرض بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك. وشوكاً وحسكاً تنبت لك وتأكل عشب الحقل. بعرق وجهك تأكل خبزاً حتى تعود إلى الأرض التي أخذت منها. لأنك تراب وإلى التراب تعود.” (تكوين 3: 17-19)
|
طرد الله الإنسان من حضرته
|
“فأخرجه الرب الإله من جنة عدن ليعمل الأرض التي أُخذ منها.” (تكوين 3: 23)
|
الكذبة
|
الحقيقة
|
يتغير الواقع ليطابق الكلمة التي تكلمها الله
|
أحقاً يتكلم الله؟
|
لا ينبغي أن تأكل من شجرة معرفة الخير والشر، وان أكلت موتاً تموت
|
لن تموت
|
كلا، الله لن يغفر خطيئتك بهذه السهولة، فالله لن يناقض كلامه
|
الله سيغفر الخطية إن أراد، فلا يهمك ماذا قال
|
الخلاصة
|
خلق الله الكون بكلمته
قال الله: “وأما شجرة معرفة الخير والشر فلا تأكل منها لأنك يوم تأكل منها موتاً تموت”
صدق الإنسان الحية: “أحقا قال الله…؟” بدلاً من كلمة الله.
نفس الكلمة التي أنشأت العالم، لعنت الإنسان.
الله لن يتجاهل كلمته بمجرد مغفرة خطية آدم بكل سهولة.
لعنة الله لن تكف.
لكن الله يحبنا و يريد أن يملأنا برحمته.
لذلك، أرسل الله لنا ابنه الوحيد، ولد من عذراء، و خالي من الخطية. معرض للتجربة مثلنا، لكن بلا خطية. حمل عنا خطيتنا، رغم كونه برئ، لأجلنا نحن من نؤمن به، كي لا نهلك بل تكون لنا حياة أبدية.
|
هناك نظريتان أساسيتان عن الله.
طبقاً لوجهة نظر واحدة، الله يرسل لكل شخص ملاكاً يدون كل خطية يقوم بها ذلك الشخص، لكي يستخدمها الله كدليل في يوم الدينونة! بمعنى آخر، هناك البلايين من الملائكة شغلها الشاغل جمع اكبر عدد من المعلومات لاستخدامها لإلقاء الناس في جهنم. فلهذا هناك بعض الناس، بطريقة أو بأخرى، يؤمنون أن الله ينظر فقط ليعاقب البشر على خطيئتهم. و الآن هذه هي وجهة نظر الكتاب المقدس: [ قال السيد المسيح:] “السارق لا يأتي إلا ليسرق ليذبح ليهلك، و أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حيوة و ليكون لهم أفضل”. {يوحنا 10:10}. طبقاً للكتاب المقدس، الله يحب العالم، و يفعل ما بوسعه ليبعدنا عن السقوط في الجحيم. وهذا يعنى كل احد. الله يحب الأبرار، أنا، وأنت، و كل الأشرار أيضا، كل من تتخيله. فما من ملاك يقضى – ولو ثانية واحدة – في أن يبحث عن ثغرة يدخلك بها الجحيم. إنه الشيطان، السارق، من يعمل ضدك. فقد جاء ليسرق اتحادك بالله، ليقتلك، و يهلكك في جهنم. فالجحيم أنشأت لإبليس وشياطينه. فقد تمرد الشيطان – عن عمد و فطنة – ضد الله. فنهايته هذه يستحقها جزاء لشره. في جنة عدن، تورط الإنسان مع الشيطان في معصيته. فقد خدع آدم و حواء، والآن نحن أيضا – أنا وأنت – في طريقنا مع إبليس إلى الجحيم. و هنا النقطة الحساسة، فكلمة الله هي الكلمة المؤكدة في أي مكان، في السماء وعلى الأرض. فالكتاب المقدس يقول، منذ الأزل وتعلمت من أحكامك التي أسستها لتبقى إلى ابد الدهر. فكلمة الله حق، كلمة نافذة وقوية، وكلمة الله أبدية، فالله لم و لن يغير كلمته. و لهذا أصبحت كلمة الله قانوناً، يسرى على الله ذاته. فالله بالفعل مقيد بكلمته. فبقانون الله، نحن خطاة وأجرتنا موت، لكن بقانون الله أيضا فقد وُجد لنا مهرباً. فالسيد المسيح، برغم عدم خطيته، حمل عنا خطيتنا. لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له حياة أبدية. {يوحنا 3: 16}
أخيراً
تساءل الكثيرون، “لو كان الله حسن، إذاً لماذا كثر الشر في العالم؟!”. دعني اكتب لك بعض المقتطفات من الكتاب المقدس، اثنان من العهد القديم، واثنين من الأناجيل: و باركهم الله (آدم و حواء) و قال لهم أثمروا وأكثروا واملئوا الأرض وأخضعوها و تسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض. {تكوين 1: 28}
فآدم و حواء كان لهم سيادة على الأرض. لكن بعد خطيئتهم فقدوا سيطرتهم وأصبح الشيطان له الحق في تسيير الأرض، كما سترى هنا: فقال لي لا تخف يا دانيال لأنه من اليوم الأول الذي فيه جعلت قلبك للفهم ولإذلال نفسك قدام إلهك سمع كلامك وانأ أتيت لأجل كلامك. و رئيس مملكة فارس وقف مقابلي واحد و عشرين يوماً وهو ذا ميخائيل واحد من الرؤساء الأولين جاء لإعانتي وانأ أبقيت هناك عند ملوك فارس. وجئت لأفهمك ما يصيب شعبك في الأيام الأخيرة لأن الرؤيا إلى أيام بعد. {دانيال 10: 12-14}
ملك فارس ليس شخصاً، لكنه روح شريرة. فصلى دانيال ثلاثة أسابيع، دون أن يرى أي نتيجة. ولكن ما لم يستطع أن يراه، هو أن صلاته أوقعت معركة بين ملائكة الله الأبرار، وقوى الشر التي تحكم العالم. فأجابه يسوع قائلاً مكتوب أن ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة من الله. ثم اصعده إبليس إلى جبل عال وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان. وقال له إبليس لك أعطى هذا السلطان كله ومجدهن لأنه إلى قد دفع وانأ أعطيه لمن يريد. فإن سجدت أمامي يكون لك الجميع فأجابه يسوع و قال اذهب يا شيطان إنه مكتوب للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد. {لوقا 4: 4-8}
فلم يكن المسيح ليغوى بأي طريقة لو أن الشيطان لم يكن بمقدوره أن يعطى للمسيح كل ممالك الأرض. فصلوا انتم هكذا.أبانا الذي في السموات.ليتقدس إسمك. ليأت ملكوتك. لتكن مشيئتك. كما في السماء كذلك على الأرض. {متـى 6: 9-10}
لذا، فمشيئة الله على الأرض ليست كما هي بالسماء. وإلا ما كان المسيح يعلمنا الله أن نصلي لتكن. هل أنت مندهش من أن مشيئة الله لا تسري على الأرض؟! فمن المفروض أن يتضح هذا الأمر لكل من يقرأ الصحف. و لكن، في هذه الصلاة، والجزء الذي يتكلم فيه الملاك لدانيال، نرى أن بإمكاننا أن نصلي إلى الله لتكن مشيئته على الأرض.
نبذة عن أساسيات الإيمان المسيحي
أصبح عالم اليوم يميزه الغموض. مما يوقظ في أذهاننا أفكار و ذكريات شتى. تختلف من واحد لآخر. فلبعض منا تأتى للذهن بأحداث تاريخية معينة كالحروب الصليبية مثلاً. و البعض الآخر ربما يفكر في الكنيسة و عبادة الله أو الذهاب إلى السماء. و البقية تذكرهم بفضائح المبشرون المنتشرة على شاشات التلفاز. فإلمامنا بالمسيحية كديانة متوقف فقط على خبرتنا و معرفتنا الشخصية. لكثير من الناس، هذه الخبرة تُكتسب من خلال وسائل الإعلام المختلفة (التلفاز و الصحف)، حضور الصلوات الكنسية، التحدث مع الأصدقاء أو الأقارب، أو مراقبة بعض الأشخاص المسيحيين بالاسم فقط. لكن كثير من الناس أيضا لا يفقهون شيئاً عن المسيحية من خلال الكتاب المقدس. ففهم الكتاب المقدس يعطينا النظرة الكاملة السليمة عن المسيحية. إذاً نويت بإذن الله أن أقدم لكم و نناقش سوياً مواضيع شتى تكاد تكون غير معلومة لدينا إلا من خلال قراءة الكتاب المقدس. أريد فقط أن ابرز شيئاً و هو عندما نقدم الإيمان المسيحي من خلال الكتاب المقدس لشخص ما، لا يهم أن كان هذا الشخص يؤمن بصحة الكتاب المقدس أم لا. في الحقيقة، على الأقل عندما نفهم ماذا تقول هذه الديانة، علينا أن نتفهم قبل ذلك أن تابعي هذا الدين يؤمنون بصحة كتبهم المقدسة. لذا، فالمواضيع المطروحة هي لإعلامكم ما هي المسيحية و ليس لإقناعكم بها. بمعنى أننا سنتباحث في المطروح بدون محاولة إقناعكم بصحة الكتاب المقدس أولا.
الرسالة الرئيسية للكتاب المقدس: الكثير من الناس يتخيلون الله و كأنه متكئاً على عرش بعيد، معزول، غير مبالي ، زاهد عن احتياجات عبيده، إلى أن يطلبوه ليتصرف بالنيابة عنهم في مشكلة ما. (من كتاب “المسيحية” لجون سكوت، صفحة 11. هذا بالتأكيد ليس الله كما يصوره لنا الكتاب المقدس. في هذا الباب سنناقش سوياً الرسالة الرئيسية الكتاب المقدسة و واضح أن الله جزء لا يتجزأ من هذه الرسالة. و الإنسان هو ثاني أهم عنصر يذكره الكتاب المقدس باستمرار. (لاحظ أن المقصود هنا الإنسان بنوعيه: الذكر و الأنثى). لكن الكتاب المقدس ليس فقط عن الله و الإنسان، بل بالأحرى عن علاقة الله بالإنسان. هذه العلاقة مقدمة بطريقة في غاية السلاسة من خلال الكتاب المقدس.
في البدء: بادئ ذي بدء، يتكلم الكتاب المقدس عن إله كامل يخلق كل شيء. خلق الإنسان على صورته و مثاله (تكوين 1: 27). كان الإنسان على مثال الله أي خلق بلا عيب. لذا، الله و الإنسان نعما بعلاقة كاملة.
الكل ابتعد: و لأن الإنسان على مثال الله، إذا فله إرادة، أي له حرية الاختيار. و الإنسان – بإرادته الحرة – اختار طريقاً غير طريق الله و عانده. يقول الكتاب المقدس إن كل إنسان فعل هكذا. “كلنا كغنم ضللنا ملنا كل واحد إلى طريقه و الرب وضع عليه إثم جميعنا.” (أشعياء 53 : 6). و هذا مثل طفل هرب من بيته، كمثل الابن الضال (لوقا 15: 11-32). تخيل معي طفل في الثالثة من عمره يقول لوالديه إنه قرر ترك البيت و اختار طريقاً خاص به في الحياة. و بالرغم من معرفته انه لن يستطيع المعيشة بدون أبويه، لكنه أيضا قرر تركهم. و بالمثل يقول لنا الكتاب المقدس إن الإنسان لا يقدر إنجاز أي شيء بدون الله، و لكنه و مع ذلك اختار طريقاً غير طريق الله و ابتعد عنه.
الخطية: المصطلح الذي يستخدمه الكتاب المقدس لوصف بعد الإنسان عن الله هو “الخطية”. هذا هو ما يفصل الإنسان عن الله. “بل آثامكم صارت فاصلة بينكم و بين إلهكم و خطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع.” (أشعياء 59: 2). و يقول أيضا في رومية 6: 23، “لأن أجرة الخطية هي موت”. فالإنسان منفصل روحياً عن الله و جزاء خطيته هو الموت. كمثل انفصال الأغصان عن الكرمة (يوحنا 15: 5)، و لوهلة يظهر الإنسان حياً، لكنه في الحقيقة ميتاً لانفصاله عن مصدر روحه - الله.
ماذا يفعل الإنسان ليرجع إلى الله؟: لأن الإنسان حطم علاقته التامة مع الله، صار ميتاً روحياً و انفصل عن الله. فكيف ينقذ الإنسان نفسه من موقفه العويص؟ فالكثير ممن يشعرون أنهم منفصلين عن الله، يحاولون استعادة هذه العلاقة عن طريق فعل أشياء مثل: المشاركة في أنشطة دينية، يحيون حياة جيدة، المساعدة في أعمال خيرية، أو المعيشة بمعايير أخلاقية معينة. و لكن الكتاب المقدس يقول انه من المستحيل أن ينقذ الإنسان نفسه بنفسه (متى 19: 25-26). فلا يوجد أي عمل صالح يستطيع الإنسان عن طريقه أن يستعيد علاقته مع الله. (إفسس 2: 8-9) (تيطس 3: (5فالإنسان منفصل عن الله إلى الأبد.
ماذا فعل الله، إذاً؟: الله يريد استعادة هذه العلاقة الطيبة مع الإنسان، فكما قيل في رسالة تيموثاوس الأولى 2: 4، الله “يريد أن جميع الناس يخلصون”. و في حزقيال 33: 11 إن الله “لا يسر بموت الشرير بل بأن يرجع الشرير عن طريقه و يحيا.” فماذا فعل الله إذاً؟ لننعم بعلاقتنا الكاملة مع الله، علينا أولا أن نكون كاملين لان الله كامل (متى 5: 48). لكن الإنسان تدنس بضعفه عندما اتخذ قراره بالابتعاد عن الله. فأراد الله أولا أن ينقي الإنسان من خطيته قبل استعادة علاقته به. فيقول الكتاب المقدس إن الله صار جسداً (يوحنا 1: 14) و شابه حياة الإنسان تماماً ما خلا الخطية وحدها. (عبرانيين 4: 15)، و كان اسمه يسوع. و بالرغم من أن يسوع هو الإنسان الوحيد الذي لم يخطئ، لكنه تطوع ليهب الإنسان الحياة. “لهذا يحبني الآب لأني أضع نفسي لآخذها أيضا. ليس احد يأخذها منى بل أضعها أنا من ذاتي. لي سلطان أن أضعها و لي سلطان أن آخذها أيضا” (يوحنا 10: 17-18). و قبل يسوع أن يصلب و حمل كل خطية العالم حتى يتمكن الإنسان من استعادة علاقته بالله. “لأنه جعل الذي لم يعرف خطية خطية لأجلنا لنصير نحن بر الله فيه (2 كورنثوس 5: 21)”. فإن المسيح أيضاً تألم مرة واحدة من أجل الخطايا، البار من اجل الاثمة ليقربنا إلى الله ” (1 بطرس 3: (18. و بهذا مهد الله الطريق للإنسان ليستعيد علاقته مع الله، و دفع يسوع المسيح أجرة خطية البشر.
تقبل عطية الله: فهل يقول لنا الكتاب المقدس إن كل إنسان استعاد علاقته بالله بسبب صليب يسوع المسيح؟ كلا. ففي رسالة رومية 6:“ 23و أما هبة الله فهي حيوة أبدية بالمسيح يسوع ربنا”. فكأن شخصاً يقف على منحنى الطريق، و يقدم عرضاً بمبلغ من المال، فإن أردت أن تكون غنياً، عليك أخذ هذا المبلغ. هذا بالمثل ما عليك أن تفعله لتقبل عطية الله. و بنفس الطريقة، الكتاب المقدس يكلمنا عن استقبال عطية الله و هي الحياة الأبدية (الأبدية مع الله). فالآيات التالية توضح لنا كيف نفعل هذا: “و أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دم ولا من مشيئة جسد و لا من مشيئة رجل بل من الله.” (يوحنا 1: 12-13)“. لأنك إن اعترفت بفمك بالرب يسوع و آمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت. لأن القلب يؤمن به للبر و الفم يعترف به للخلاص.” (رومية 10: 9-10). فكما هو موضح، الإيمان بيسوع المسيح أساسي لتقبل عطية الله، و لكن الإيمان هنا لا يعنى الإيمان الصوري أو الخارجي، بل كما يقول الكتاب “آمنت بقلبك”، أي إيماننا يجب أن يكون عميقاً، إيماناً بمقدوره أن يغير مجرى حياتنا. هو الإيمان أن يسوع المسيح سيفعل ما قال انه سيفعله، فيسوع يقول: “هئنذا واقف على الباب و أقرع. إن سمع أحد صوتي و فتح الباب أدخل إليه و أتعشى معه و هو معي.” (رؤيا يوحنا اللاهوتي 3: 20). فلذا، على الإنسان فقط أن يدعو المسيح لحياته، و سيأتي له و يقود حياته.
الجسر للحياة الأبدية
مجمل رسالة الكتاب المقدس
الخطوة الأولى: الله خلق الإنسان على صورته و مثاله و قويت العلاقة بينهما. فيقول السيد المسيح: “و أما أنا فقد أتيت لتكون لهم حيوة و ليكون لهم أفضل.” (يوحنا 10:10)” لنا سلام مع الله بربنا يسوع المسيح.” (رومية 5: 1)
الخطوة الثانية: اختار الإنسان طريقاً خاصاً به بدلاً من طريق الله. و نتيجة لبعد الإنسان عن الله (الخطية)، فقد فصل نفسه عن الله و صار ميت روحياً.” آثامكم صارت فاصلة بينكم و بين إلهكم و خطاياكم سترت وجهه عنكم حتى لا يسمع” (أشعياء 59: 2)
لا نستطيع وحدنا أن نستعيد الكمال اللازم لوصل الفجوة بيننا و بين الله. و على مدى العصور حاول الإنسان ذلك بطرق عدة، و لم يفلح. فلا يقدر على وصل تلك الفجوة الوظيفة المرموقة أو الدين أو المال أو الأخلاق أو الحكمة.
“توجد طريق تظهر للإنسان مستقيمة و عاقبتها طرق الموت.” (أمثال 14: 12)
الخطوة الثالثة: خلاص الله: الصليب يسوع المسيح هو الحل الوحيد لهذه المشكلة. لقد مات على الصليب و قام من القبر، دافعاً العقاب عن خطايانا، و وصل الفجوة بين الله و الإنسان. و بذلك استرد الله علاقته بالإنسان فبلغت إلى التمام مرة أخرى.“فإن المسيح أيضا تألم مرة واحدة من أجل خطايانا البار من اجل الاثمة لكي يقربنا إلى الله “(1 بطرس 3: 18)” لأنه يوجد إله واحد و وسيط واحد بين الله و الناس الإنسان يسوع المسيح.”(1 تيموثاوس 2: 5) و لكن الله بين محبته لنا لأنه و نحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا” (رومية 5: 8)
الخطوة الرابعة: استجابتنا يجب علينا تقبل هذه العطية التي وهبنا الله إياها لنحيا معه حياة أبدية. و علينا فقط أن نسأل الله أن يهبنا عطيته و نؤمن انه سيهبنا إياها. فبناءً على ما يقوله الكتاب المقدس: “الحق الحق أقول لكم إن من يسمع كلامي و يؤمن بالذي أرسلني فله حيوة أبدية و لا يأتي إلى دينونة بل قد انتقل من الموت إلى الحيوة” (يوحنا 5: 24). فهل من سبب يمنعك أن تعبر إلى جهة الله و تضمن لك الحياة الأبدية؟!
كيف تقبل السيد المسيح؟
1- اعترف انك خاطئ.
2- تهيأ للرجوع عن الخطية (التوبة).
3- آمن أن يسوع المسيح مات لأجلك على خشبة الصليب و قام من القبر.
4- و في صلاتك، أدعو يسوع المسيح ليأتي إليك و يقود حياتك بروحه القدوس (أقبله كإله و مخلص حياتك).
كيف تصلي؟: سيدي و ربي يسوع، اعلم أني خاطئ و بحاجة لغفرانك. أؤمن انك مُت لأجل خطاياي. أريد أن أتوب و أعود عن خطاياي. ادعوك الآن لتأتى إلى قلبي و حياتي. أريد أن أثق بك و اتبعك كربي و الهي و مخلص حياتي. و لاسمك كل المجد. آمين.
ضمان الله لك بالحياة الأبدية: إذا صليت هذه الصلاة، و وثقت بالمسيح. فالكتاب المقدس يؤكد لك حياتك الأبدية. “لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص” (رومية 10: 13). “لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان و ذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد.” (افسس 2: 8-9). بقبولنا المسيح، قد ولدنا في عائلة الله بعمل الروح القدس الخارق للطبيعة. الروح القدس الذي يأوي كل مؤمن و هذا ما يسمى بالبعث أي الميلاد الجديد.