Translate

الأربعاء، 6 فبراير 2013

مقتل الحسين: تاريخ إجرامي يعيد نفسه ونبوءة عظيمة تتحقق!

وقف سعد بن العاص ذات يومٍ يحاجج الأعراب والموالي من غزاة المسلمين لبلاد ما بين النهرين بأن “السواد بستان قريش”، فنهض إليه نفر من رعاع البدو المقاتلين وقالوا له:  بل السواد فيء أفاء به الله على المؤمنين، وما نصيب قريش منه إلا كنصيبنا، ولم يتوقف كلا الطرفين المتحاججين في أحقية الغنيمة عند مشاعر وكرامة أهل الأرض الأصليين، ربما كان محاربو الإسلام وأمراء قريش الأمويون قد نظروا للعراقيين على أنهم جزء من ذلك الفيء أو الغنيمة، فالعراق المسيحي السرياني قبل الغزو الإسلامي أصبح بنظر المدججين بعقيدة الإسلام من البدو المقاتلين أو الخلفاء الحاكمين في أرض الشام دار كفر وأهله مشركين، رغم أن لغة العراق الآرامية-السريانية قد أثْرت المقدس الإسلامي وفنانوه قد زينوا كعبة الجاهلية بأصنامها، فقد كان هبل ومناة والعزة مصنوعين من صخور نينوى ومحفورين بيد فناني مدينة الحضر، بل حتى اسم الرب الكبير في الجاهلية “هبلكان اسماً آرامياً خالصاً، فالكلمة “إيل” وردت كثيراً في الرقم البابلية بمعنى “كبير الآلهة”، وكانت الأسماء والأفعال تضاف إلى كلمة إيل المقدسة لتطلق على المدن أو الملاحم أو الملوك و “هب إيل” هو اسم سرياني كما هو اسم باب إيل الواردة في قرآن محمد أو كلمة أربيل أو كربلاء التي يصر الشريف الرضي على قرنها بالكرب والبلاء اللذين حدثا في مجزرة الطفّ عام 61 للهجرة المحمدية، وقُتل فيها الحسين بن علي بن ابي طالب ومعظم أهل بيته، فإذا كان ما يسمى بالفيء (غنائم الغزوات) كما قالت الأعراب والموالي لسعد بن العاص هو “ما أفاء الله على المؤمنين ولقريش نصيب منه”، فإن الإيمان بهذه الحالة هو صفة من صفات الخليفة الأموي في دمشق والذي ينتهي نسبه إلى قريش بدليل قولهم “أفاء الله به على المؤمنين ولقريش نصيب فيه”، إذاً: لماذا ثار الحسين على سلطة بني أمية وانتفض؟ وهل يمكن اعتبار الحسين شهيداً؟ لا بل سيد شبابا أهل الجنة مثلما يزعم شيوخ الاسلام. فهل مات الحسين شهيداً أم أنه مجرد هالكٍ ضال مثل أبيه وجدّه محمد صلعم…؟!
فالحسين:
1.    لم يكن عاكفاً في المسجد وداهمته فرسان يزيد على ظهور العاديات بالسيوف ونزل به سنان بن أنس واحتز رأسه حتى فصله عن جسده فاستحق بذلك شهادة الإسلام المحمدي.
2.    ولم يبادر أمير المؤمنين بالإسلام “الأموي”، أو يأمر، بسبي نسوان الحسين وجواريه وسرائره والإتيان بهن أسيرات من الجزيرة العربية وقاتل الحسين دفاعاً عنهن فاستحق الشهادة.
3.    ولم يكن خليفة المسلمين الأموي زنديقاً فقاتله الحسين ومات شهيداً من أجل عودة دين محمد “الأصلي وإعلائه شأنه.
4.    لقد مات الحسين شرّ ميتة فبعد أن ضرب ذرعة بن شريك كتفه فسقطت، أمر ابن زياد ان يوطأ صدر الحسين وظهره وجنبه ووجهه فأجريت الخيل عليه. وكل ذلك من أجل مكسب مادي ودنيوي بحت هو السلطة وشهواتها التي لا تقاوم، وأبسط دليل ملموس على خروجه طلباً للسلطة هو اصطحابه لنسائه وأطفاله – حتى الرضع منهم – وكذلك بعض إخوته وأبنائهم في موكب نهاه الكثير من أصحابه على ركوبه، ولم يشجعه أحد في مدينة محمد “المنورة” على مقامرة الخروج تلك، فهل كان جميع من امتنع عن مساندته قولاً أو فعلاً مرتدين وخونة ولا يريدون الخير لدين محمد وإسلامه؟
يتشدق الكثير من أصحاب العمائم السود والبيض لدرجة الإطناب في التطبيل والتزمير لما يسمونه بـ “الفكر الحسيني”. وهاهو سيّد آل بيت نبوة محمد في القرن الحادي والعشرين وكبيرهم آية الله العظمى السيستاني (دام ظله) يطبّر داعياً إلى الاقتداء بـ “الفكر الحسيني”؛ وروح الحسين الطاهرة الثائرة؛ وفلسفته المخلصة ومأثرته الخالدة. ما أثارني وبشكل مستفزّ عبارة “الفكر الحسينيدون وجود أي دليل واقعي وملموس لهذا الفكر الذي يروج له هذا الضالّ؛ ويدعو إلى التمسك به ونشره وتعميمه.
فـ “أنا” – على الأقل – وبعد بحث وتفتيش وتنقيب لم أعرف للحسين بن علي مؤلفاً أو وجهة نظر أو قول صريح يخص فصيلة الإنسان أو خطبة باعتباره “إمام زمانه” تدعو إلى تعظيم الشأن الإنساني أو حتى قصيدة منسوبة له ولو كذباً، تعلن عن ذلك الفكر الذي يتبناه مفكري المؤسسة الحسينو-مهدوية ويدعون إلى تعميمه، فأين هو الأساس الفكري للحسين يا سيّد؟
الحقيقة المغيّبة هي أن الرجل قد خرج بكل بساطة من أجل السلطة والوجاهة والملك والنساء…، مثلما خرج من قبله والده علي بن أبي طالب ليقاتل الحميراء عائشة منكوحة ابن عمه الرسول محمد صلعم، التي كانت ترى نفسها أحق بملك أبيها الصديق وثروته فخرّ صريعاً حول بعيرها الأجرب، بحسب إحدى الروايات، سبعون ألفاً من مغفلي المسلمين الملوثة عقولهم بأوهام جنة محمد التي تعجّ بالنساء والغلمان وصنوف الخمر إذا ماتوا؛ وغنائم وكنوز وسبايا وملكات يمين إذا ذبحوا من يخالف عقيدتهم المحمدية وقطعوهم إرباً إربا!
وأيضاً مثلما خرج جده صلعم، نجم نجوم الفكر المليشيوي-المرتزقي، كما عبّر عنه صراحةً في أحاديثه “الشريفة”: “جُعل رزقي تحت ظل رمحي وجعلت الذلة والصغار على من خالف أمري” وهو القائل “اسلموا تسلموا واعلموا أن الأرض لله ورسولهو “ونصرت بالرعب وأحلت لي الغنائم” و “فاختاروا إحدى الطائفتين إما السبي وإما المال”.

نتائج لا بدّ منها:
·         هل يمكن اعتبار تخاذل الرحمن وملائكته وجنده؛ وإعراضهم عن القتال مع الحسين هناك، تماماً مثلما خذلوا جدّه صلعم في غزوة أحد، دليلاً قاطعاً على دنيوية أهداف الحسين الرخيصة؟ ذلك أن السبب الرئيسي للهزيمة المنكرة التي لحقت بنبي الإسلام في معركة أحُد كانت هرولة الصحابة إلى الغنائم والنسوان وتركهم لمحمد وحيداً مع المشركين” الذين ضربوه وعفّروا وجهه وأدموه وأشاعوا خبر مقتله؛ وحصدت سيوفهم بقيادة خالد بن الوليد رقاب أكثر من 600 مسلم ثأراً لما أصابهم من محمد وعصابته في غزوة بدر!
·         الأغرب من ذلك كله والذي يُدخل عقل المسلم في محنة حقيقية، هو كذب ادعاء قرآن جده محمد عندما قال: “…كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين سورة البقرة، جملة رقم 249. لماذا لم يأذن إله الإسلام بنصرة الحفيد المظلوم لحبيبه محمد؟! أم أنّ الحسين كان مثل صحابة غزوة أُحد مهرولاً وراء السلطة والمال؛ باغياً ولم يكن من الصابرين فاستحق الهزيمة والهلاك! ما هذا الإله وما هذا الرسول وما هذا الحسين…؟!
·         نعم، لقد هلك الحسين مختاراً لميتته ولم يكلّفه أحد أن يقف ذلك الموقف الذي وقفه. أما كان من الأفضل والأسلم والأحكم للحسين بن علي أن ينتظر يوم الحساب ليكون الفيصل بينه وبين “فجّار” بني أمية…؟ ولماذا اللجوء أساساً إلى العنف والقتل والذبح بين “المؤمنين ممن هو مفترض أن يكون حفيداً لـ نبي الرحمة وحاملاً للوائه؟ خاصةً أن مؤلف القرآن قد قال: “…والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم…” سورة الفتح، جملة رقم 29. ربما أن الحسين بعد علمه بخيانة شيعته ومناصريه وعدم اشتراكهم معه في مغامرته المجنونة تلك وبعد تيقنه من دنوّ الهزيمة، فضّل الموت وعدم التراجع صوناً لماء الوجه وطمعاً بلقب سيد شباب أهل الجنة الذي سوف يمنحه قصرأ هناك في جنة جده المزعومة.
·         لم يشذّ الحسين عن النهج الإجرامي الدنيوي الذي اتبعه أبيه – الذي قُتل هو الآخر طعناً على يد عبد الرحمن بن ملجم- ومن قبله جده صلعم الذي كاد أن يُقتل في أُحد ويقال أنه مات مسموماً، وكذلك الأمر بالنسبة لأخيه الحسن الذي قضى نحبه مسموماً فيما بعد. إنه باختصار كان يطبّق القرآن والسنّة فقط لاغير، إلا أنّ المسكين لم يساعده حظه العاثر فقضى ومات شرّ ميتة لا يحسده عليها محبّ أو عدوّ.
·         نبوءة عظيمة لألهنا ومخلصنا يسوع المسيح تحققت بهلاك نبي الإسلام ومعظم آل بيته وخلفائه وصحابته وحسينه وحسنه قتلاً… يقول المسيح له كل المجد: فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: “ردّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ”. لأَنَّ كُل الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!” إنجيل البشير متى، الإصحاح 26 آية 52.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق