الحج هو أحد أركان الإسلام الخمسة (1- شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمد “رسول الله” / 2- الصلاة / 3- الصيام / 4- الزكاة / 5- الحج ) و يعني أن المسلم عليه أن يحج إلى مدينة مكة و إلى ما يسمى "ببيت الله الحرام" مرة واحدة على الأقل خلال حياته لمن استطاع لذلك سبيلاً أي لمن توفر له المال و الصحة و الوقت…
و كانت رحلة الحج قديماً و لنقل قبل 100 سنة خلت تتم عن طريق الجمال فمجموعة المسلمين الذين ينوون الحج إلى مكة و الذين ينطلقون مثلاً من بلاد الشام بقافلة من الجمال، كان يفترض أن يصلوا إلى الحجاز في شبه الجزيرة العربية و إلى مدينة مكة نفسها خلال مايقارب الثلاثة أشهر و هم بحاجة إلى ثلاثة أشهر أخرى لرحلة العودة إلى بلادهم التي انطلقوا منها إضافة إلى فترة قد تصل إلى فترة 30 يوماً يقضونها في أداء مناسك الحج. أي أن الرحلة كلها كانت تأخذ منهم مايقارب السبعة أشهر لعودة الحاج إلى بيته في بلاد الشام هذا إذا كتب له العودة و لم تضل القافلة الطريق أو يموت الحجاج جوعاً أو يخرج عليهم قطاع الطرق و يقتلوهم.
أما في أيامنا هذه فرحلة الحجاج المسلمين باتت ميسرة إلى أبعد الحدود، فالرحلة نفسها التي تكلمت عنها تتم الآن بالطائرة و لا تستغرق زمنياً إلا بضع ساعات.
مفهوم الحج في الإسلام:
لكن ماهو مفهوم الحج في الإسلام؟ الإسلام يفترض أن الحج هو مناسبة ليقوم بها المسلم بغسل ذنوبه التي اقترفها سايقاً منذ أن ولدته أمه و حتى لحظة ممارسته لشعائر الحج و من يفعل ذلك سيضمن الجنة و من لا تتاح له الفرصة لأداء مناسك الحج لا يحظى بفرصة أخرى لغسل ذنوبه و يكون هناك شك يحوم حول دخوله الجنة لأن الحج ركن أساسي من أركان الإسلام.
شعائر الحج و ما خفي تحتها:
و لكن ماذا يحصل حقيقة في موسم الحج؟
هناك الكثير من المسلمين من امتهن مهنة القيام برحلات حج سنوية، فهو ينطلق ليحج كل سنة و يؤدي مناسك الحج لاعتقاده أنه بذلك يغسل ذنوبه السابقة و يعود من ثم إلى بلاده ليمارس الكذب و النفاق و الخداع و الزنا و… من جديد حتى موسم الحج التالي ليعاود الكرة من جديــد و يسافر في رحلة حج أخرى لنفس الغرض و هكذا دواليك.
هؤلاء المسلمون يعتقدون أن ذنوبهم تغســـل باســــتمرار و تمحى و كما أن الواحد منهم يحصل كل سنة و بعد موسم الحج على " تجديد في براءة الذمة من المجتمع" بعد أن فقدت صلاحيتها.
و هناك العديد من المسلمين من امتهن مهنة القيام برحلات حج سنوية لكي يتصيد غيره من المسلمين، فكم من مسلم يذهب هناك ليمارس السرقة و النشل… فأثناء موسم الحج تجد الحجاج سواء من الرجال أم النساء يحتفظون بمالهم في كيس نقود أو محفظة يعلقونها في رقابهم و يخفونها تحت مئزر الحج و ذلك لأنه ليس بإمكانهم أن يضعوا نقودهم في المصرف كما أنهم بحاجة مستمرة للنقد لشراء مستلزماتهم، إضافة إلى أن وضع المال داخل الشقق التي يستأجرونها غير مأمون أبداً لأن هناك فئة أخرى من الناس تمارس سرقة تلك الشقق أثناء غياب الحجاج في تأدية شعائر الحج و هذه حقيقة و لكن قلما يذكرها الحجاج أو يذكروا أنهم وقعوا ضحية لها حتى لا يقعوا في مشاكل مع سلطات تلك البلاد.
و أثناء الطواف حول الكعبة يحصل الاختلاط و الالتصـــــــاق و اللمس و التحسس و التحرش و أشياء أخرى تعاف النفس ذكرها، و كم من حاج تجده يمد بكلتا يديه و يحيط بهما زوجته أو أخته أو والدته لكي يمنع الآخرين من الالتصاق بها و التحرش بها باللمس أو بغيره من الوســائل و بالتالي إشباع شهوته بتلك الوسيلة.
و طبعاً حتى يتصور المرء مقدار الالتصاق الحاصل بين الجموع يجب أن يعلم أن عدد الحجاج الذين يطوفون حول الكعبة في كل موسم حج يتجاوز المليوني حاج، و من هنا يستطيع المرء أن يدرك حجم هذا الزحام و التلاصق الحاصل بين الجميع. و يمكن للمرء أن يتصور هنا كيف سيكون شكل الفتاة أو المرأة الواقعة داخل هذا التجمع الفظيع و من حولها الرجال يحاولون التوصل إلى أماكنها الحساسة بأيديهم للمسها أو بأعضاء أخرى للإحتكاك بها و إشباع شهوتهم الجامحة الملحة.
و أنا أتحدى أي مسلم حاج رافق زوجته أو أخته أو والدتــه و لم يختبر ذلك أو يراه، رغم أنك لا تسمع ذلك إلا نادراً من الحجاج حتى لا تسجل عليهم على أنهم ينتقدون شعائر الحج و بالتالي يشهرون بالإسلام و المسلمين أو مايسمى "بنشر غسيل المسلمين القذر أمام الملء"
و طبعاً من خلال ذلك الازدحام و الالتصاق الشديدين يستغل ذوي النفوس الضعيفة الفرصة لسرقة كيس النقود من أعناق المسلمين و خاصة من أعناق النسوة، فيقوم أحدهم بقطع الكيس بكل بساطة بشفرة حلاقة و يقوم ببعض حركات الدس و اللعب و الملامسة و يسرق الكيس بلمح البصر لأنه نشال محترف و بذلك يكون كما يقولون "قد ضرب عصفورين بحجر واحد" فهو أشبع رغبته الجنسية الجامحة و حصل بنفس الوقت على كيس مال يعوض جهده و تعبه الذي بذله في الوصول عميقاً داخل تلك الجموع فالأمر باعتقاده يستحق ذلك العناء.
أما هؤلاء المسلمون المساكين و الذين يتابعون مناسك الحج ليصلوا إلى شعيرة رمي الجمرات (أي مرحلة رمي الحجارة على موضع مفترض تمثل إبليس فيه).. أقول هؤلاء المساكين يبدؤون بالتزاحم و التدافع و كل ينتظر دوره في رمي تلك الجمرات. و يحصل كل سنة أنه و نتيجة لذلك التدافع أن يقع العديد من هؤلاء الحجاج أرضاً و خاصة من المسنين و يدوس عليهم بقية الحجاج نظراً لعدم القدرة على تفاديهم بسبب الازدحام الشديد و يموت هؤلاء اختناقاً فيقال أنهم قد ماتوا شهداء لأنهم ماتوا و هم يؤدون فريضة الحج.
و هل رمي النفس إلى التهلكة و الانتحار بتلك الطريقة يعتبر استشهاداً ؟!!
و إذا سلمنا بذلك الادعاء و قسنا ذلك على غيره من الممارسات لدى المسلمين كربط الحزام الناسف على وسط المسلم و تفجير نفسه بين جموع المصلين أو أي جموع أخرى، نجد أن الشهادة هي منحة متوفرة دائماً للمسلم أين و متى أراد ذلك.
طبعاً قد يأتي أحد الجهابذة من المسلمين ليــدخل هنــــا و يقول أن مشكلة التدافع تلك قد حلت بعد أن أنشأت سلطات تلك البلاد جسراً جديداً يخفـــــف من التــدافـــــع و بالتالي يقلل من تلك الحوادث… فهل كان يلزمهم عشرات السنين حتى يدركوا حجم تلك المشكلة و يفكروا بحل لها ؟ إلا إذا كانت حياة المسلم حقيقة لا قيمة لهـــا و هو ماجاء إلى هذه الدنيا إلا ليموت بأبشع الطرق كأن يموت غرقاً في عبارة في نهر ما و لا يتحرك لموته ساكناً ! أو يموت متأثراً نتيجة تفجير مسلم إرهابي نفسه بحزام ناسف في جموع المصلين أو يموت دوساً تحت أرجل الحجاج أو حرقاً في قطار أهملت وسائل السلامة فيه أو يموت تحت أنقاض بناء إنهار بسبب الغش في أساسات ذلك البناء…. باختصار المساكين من المسلمين هم هنا ضحية الآخرين من المسلمين و ما حوادث الحج إلا غيض من فيض… و ما يتوفر عليه الإسلام من تجاوزات عديدة أخرى هو أكثر من أن يحصى.
مناسك الحج بالنسبة لمن امتهن تلك المهنة أصبحت حقيقة بمثابة الملاذ الآمن لكي يستنجدوا به كل موسم حج لاعتقادهم بجدواها في غسل ذنوبهم التي تعود للسنة الفائتة و إذا كان الحاج يحج للمرة الأولى فهي باعتقاده تغسل مافات من ذنوبه و حتى اليوم الذي ولدته أمه فيه. فما رأيكم دام فضلكم؟؟ أليس ذلك نوع من الخداع ؟؟
إذا كان المسلمون يعتقدون أن إلههم قد فرض عليهم فريضة الحج كركن أساسي من أركان الإسلام فهل مناسك الحج تحتمل التأويل و التطبيق و حسب مايحلو للمسلم.. هل الحج نوع من التسلية؟؟ أم ربما نفاق مابعده نفاق!!
ذكر في القرآن: "إنما الأعمال بالنيات و لكل إمرىء مانوى"و هذا يعني أن النية هي الأساس عند قيام المسلم بأي عبادة، فكلما هم المسلم بعبادة ما يجب أن ينوي أولاً القيام بها و إلا فهي غير مستجابة من الله… فالصلاة يجب أن تسبقها النية و الصيام يجب أن تسبقه النية و كذلك الحج حتى تقبل جميعاً و يؤجر عليها المسلم.
فماذا سيقول ذلك الحاج من امتهن رحلة الحج و النفاق كل سنة في سره و نيته؟؟؟ هل سيقول: "نويت أداء مناسك الحج لوجه الله تعالى راجياً أن يتقبلها مني و يغفر لي ذنوبي رغم أني فعلت ذلك من قبل العديد من المرات و تعهدت بالتوبة و العودة عن ارتكاب المعاصي و لكنني عدت لارتكابها من جديد عن سبق الإصرار و التصميم"!!!!
المسلمون يؤمنون بوجود إله في الســــــماء يراقـــبهــــم و يحاسبهم على عملهم و لا يفوت "مثقال ذرة خيراً و لا مثقال ذرة شراً ".. فما هو موقفهم من إلههم يوم القيامة؟؟؟
إذا كانوا ينافقون على بعضهم البعض فما هو موقفهم و هم ينافقون على إلههم و هو المفروض أنه يعلم كل شيء في صدورهم و ما يخبئون و ما يعلنون؟؟؟
كما ذكرت لكم سابقاً و في العديد من المناسبات إن صرح الإسلام قائم على الكذب و النفاق و الطفل منذ الصغر يعلمونه هذا الكذب و ذلك النفاق في مجتمعه الإســلامي و عندما يشتد عوده و يدخل معترك الحياة يجد أن هذا السلاح هو السلاح الوحيد المتوفر لـــه ليســـــلك أمـــوره و يحصل على مبتغاه، أما موضوع العبادات في الإسلام فهو أمر منفصل تماماً عن الحياة نفسها و عن المعاملة بين الناس فمعظم المسلمين الذين يؤدون تلك العبادات لا يكادوا ينتهون منها بعد صلاة العشاء حتى يغلقوا هذا الباب و يبدؤون باب اللهو و السهر و الموائد الخضراء في الليالي الحمراء و كم سمعتها من العديـد من المسلمين إذ يقولون: لقد أعطانا الله حقه بالصلاة و العبادة و الآن جاء الوقت أن نعطي نفسنا حقها أو يقولون: "ســــاعة لـــك و ساعة لربك"و يقصدون بذلك اللهو و ارتكاب الموبقات من زنا و شرب الخمر و لعب القمار و كلها تتم في السر و في جو منفصل تماماً عما سبقه من جو العبادة المفترضة.
فهل تجدون نفاقاً أشد من ذلك؟؟!!
لكم سلام المسيح و ليكن يسوع في قلوبكم و حياتكم دائماً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق