أوصى نبي الإسلام محمد صلعم المسلمين بأكل لحوم حمير الوحش المخططة وكذلك الخيول ونهى مسلميه عن أكل لحوم الحمير الأهلية “الداجنة”. والسبب في ذلك يعود إلى أمرين:
أولهما هو أن محمد قام بنفسه بأكل فخذ الحمار الوحشي وبالتالي فإن أكل الحمير الوحشية بالنسبة للمسلمين أصبح سنّة مؤكدة عنه صلعم، وواجب شرعي. (راجع الشاهد رقم 1). والثاني، أن أحد الحمير الداجنة ويُدعى يعفور كان قد شهد لمحمد بأنه رسول ونبي من عند الله، فمن باب ردّ الجميل والعرفان بفضل ذلك الحمار الجهبذ على رسول الإسلام ودعوته، وكتكريم لهذه السلالة العريقة من الحمير التي تتعرف على الأنبياء وتميزهم، قام محمد بنهي المسلمين عن أكلها. والأحاديث الصحيحة الواردة عنه صلعم في ذلك أكثر من أن تُحصى، نورد فيما يلي ما تيسّر منها:
1- حدثنا محمد بن أبي بكر حدثنا فضيل بن سليمان عن أبي حازم عن عبد الله بن أبي قتادة عنأبيه أنه خرج مع النبي صلعم فتخلف أبو قتادة مع بعض أصحابه وهم محرمون وهو غير محرم فرأوا حمارا وحشيا قبل أن يراه فلما رأوه تركوه حتى رآه أبو قتادة فركب فرسا له يقال له الجرادة فسألهم أن يناولوه سوطه فأبوا فتناوله فحمل فعقره ثم أكل فأكلوا فندموا فلما أدركوه قال هل معكم منه شيء قال معنا رجله فأخذها النبي صلعم فأكلها.
المرجع: صحيح البخاري، كتاب الجهاد والسير، باب اسم الفرس والحمار، الرقم 2642.
2- حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن بكر أنبأنا ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول:
- أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش ونهى رسول الله صلعم عن الحمار الأهلي.
المرجع: مسند أحمد، مسند جابر بن عبد الله (ر).
3- قوله حماد هو بن زيد وعمرو هو بن دينار ومحمد بن علي أي بن الحسين بن علي وهو الباقر أبو جعفر كذا ادخل حماد بن زيد بين عمرو بن دينار وبين جابر…فللحديث طرق أخرى عن جابر غير هذه فهو صحيح على كل حال قولهيوم خيبر عن لحوم الحمر زاد مسلم في روايته الأهلية قوله ورخص في لحوم الخيل في رواية مسلم وأذن بدل رخص وله في رواية بن جريج أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش ونهانا النبي صلعم عن الحمار الأهلي…
المرجع: فتح الباري شرح صحيح البخاري (ابن حجر)، كتاب الذبائح والصيد. الرقم [5201].
4- حدّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَىَ وَ أَبُو الرّبِيعِ الْعَتَكِيّ وَ قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ (وَاللّفْظُ لِيَحْيَىَ) (قَالَ يَحْيَىَ: أَخْبَرَنَا. وَقَالَ الاَخَرَانِ: حَدّثَنَا حَمّادُ بْنُ زَيْدٍ) عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، عَنْ مُحَمّدِ بْنِ عَلِيَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلعم نَهَىَ، يَوْمَ خَيْبَرَ، عَنْ لُحُومِ الْحُمُرِ الأَهْلِيّةِ. وَأَذِنَ فِي لُحُومِ الْخَيْلِ. وحدّثني مُحَمّدُ بْنُ حَاتِمٍ. حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ بَكْرٍ. أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ. أَخْبَرَنِي أَبُو الزّبَيْرِ أَنّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللّهِ يَقُولُ: أَكَلْنَا، زَمَنَ خَيْبَرَ، الْخَيْلَ وَحُمُرَ الْوَحْشِ. وَنَهَانَا النّبِيّ صلعم عَنِ الْحِمَارِ الأَهْلِيّ.
وحدّثنا مُحَمّدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ نُمَيْرٍ. حَدّثَنَا أَبِي وَ حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ وَ وَكِيعٌ عَنْ هِشَامٍ، عَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ قَالَتْ: نَحَرْنَا فَرَساً عَلَىَ عَهْدِ رَسُولِ اللّهِ صلعم، فَأَكَلْنَاهُ. وحدّثناه يَحْيَى بْنُ يَحْيَىَ. أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ. ح وَحَدّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ. حَدّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ كِلاَهُمَا عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا الإِسْنَادِ.
قوله: (أن رسول الله صلعم نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر الأهلية وأذن في لحوم الخيل) وفي رواية قال جابر: (أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش ونهانا النبي صلعم عن الحمار الأهلي) وفي حديث أسماء قالت: (نحرنا فرساً على عهد رسول الله صلعم فأكلناه) اختلف العلماء في إباحة لحوم الخيل، فمذهب الشافعي والجمهور من السلف والخلف أنه مباح لا كراهة فيه.
المرجع: المنهاج (للنووي)، شرح صحيح مسلم كتاب الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان، باب في أكل لحوم الخيل.
5- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو زكريا بن أبي إسحاق وأبو بكر أحمد بن الحسن القاضي قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ بن وهب أخبرني بن جريج أن أبا الزبير المكي أخبره أنه سمع جابر بن عبد الله رضى الله تعالى عنه يقول أكلنا زمن خيبر الخيل وحمر الوحش ونهى رسول الله صلعم عن الحمار الأهلي رواه مسلم في الصحيح عن أبي الطاهر عن بن وهب.
المرجع: سنن البيهقي، كتاب الضحايا. الرقم [19190].
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق